lundi 26 octobre 2009

تطلعات وانتظارات الفنانين والمثقفين من وزارة الثقافة


يوم 29 يوليوز المنصرم أعفيت ثريا جبران قريتيف من منصب وزيرة الثقافة ، وهي أول ممثلة عربية تشغل هذا المنصب، ليعين خلفا لها الروائي والشاعر وأستاذ الفلسفة بنسالم حميش. ولما كان استوزار ثريا جبران قد صاحبه لغط وجدل كبيران، فإن تعيين صاحب " العلاّمة" وزيرا للفنانين وللمثقفين، قد أعاد الأمل إلى تطلعات وانتظارات هذه الشريحة. آجي نشوفو هاد الانتظارات وبلا فلسفة.

إستراتيجية الزغاريت

ما يعيبه المتتبعون للشأن الثقافي في المغرب على وزارة الثقافة هو غياب إستراتيجية ثقافية لدى الوزارة، التي تحولت من مؤسسة ترسم السياسة الثقافية للمغرب، إلى إطار تنسيقي بين فاعلين ثقافيين مستقلين. فبعد مشروع " إعادة الهيكلة" الذي جاء به محمد الأشعري في 2006، والذي لم يكرس غير جهوية إدارية، حسب مندوب لوزارة الثقافة رفض ذكر اسمه، تقلصَ مجال تدخل الوزارة في ما يتعلق باحتكار الفعل الثقافي اعتمادا على إستراتيجية ثقافية وطنية. فبدلا من تسطير البرامج المتوسطة والطويلة، التي تشخص "الحاجة الثقافية" للمغاربة، أصبحت الوزارة تكتفي بعرض برنامج عمل سنوي لصرف الميزانية، مما دفع البعض أمثال محمد بنعيسى، الذي سبق أن شغل حقيبة الثقافة، إلى الدعوة، في ندوة جمعته بوزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لونغ، إلى إلغاء وزارة الثقافة، التي لم تعد للمغاربة مصلحة في مصالحها ولا في وزرائها. ولعل في دعوة بنعيسى العيالات لكي يزغردوا على بنسالم حميش في افتتاح مهرجان أصيلة الأخير، إشارة إلى أن وزارة الثقافة ولاّ فيها غير الما و الزغاريت. الدولة حتى هي ما بقى عندها غرض بوزارة الثقافة، يتضح ذلك من خلال الميزانية المرصودة للثقافة( 0.33 (%من الميزانية العامة. هادي راها الميزارية !

انتظارات الكتاب

رغم أن مشروع دعم الكتاب، الذي أطلقه محمد الأشعري بداية من 1999، تحت شعار" من أجل مجتمع قارئ" عمل على دعم النشر وذلك بتغطية تكاليف الطبع بنسبة %50 ، وكذا اقتناء 100 نسخة من كل كتاب مغربي لتزويد فضاءات القراءة العمومية، ثم نشر سلسلة " الأعمال الكاملة"، وكذا سلسلة " الكتاب الأول" لدعم المبدعين الشباب.. والتي رصدت لها مبالغ مهمة، فإن شعار " من أجل مجتمع قارئ" ينتظر من الوافد الجديد على وزارة الثقافة مجهودات مضاعفة لتحقيقه، فالمشاكل التي واجهها المشروع تتطلب" وضع منهجية عمل علمية و شفافة، وكذا إنشاء لجن محايدة للاختيار والقراءة تتعاطى مع الكتاب كمادة فكرية وليس كسلعة يجب إحصاؤها ثم التخلص منها بأخطائها المطبعية، يصرح الشاعر والإذاعي محمد عدة، الذي يستدرك، أن تعيين حسن نجمي على رأس مديرية الكتاب هو خطوة إيجابية ". أما مشروع تعميم الخزانات العمومية، فلم يتحقق كما كان مخططا له، رغم كثرة الكلام حوله، بحيث لم يتم انجاز خزانات عمومية بالمجال القروي، أما الخزانات المتوفرة في المدن فتشكو من ضعف التنظيم والأرشفة، الناتجة عن قلة تكوين القيمين عليها . وفيما يتعلق بالمعرض الدولي للكتاب فإن " تمركزه في الدار البيضاء يؤكد أن الوزارة قد كرست الجهوية على المستوى الإداري، والمركزية على المستوى الثقافي، وهوما ينتظر من الوزير الجديد تفاديه، وذلك بجعل المعرض الدولي متاحا لباقي جهات المملكة" يقول منذوب وزارة الثقافة الذي طلب عدم ذكر اسمه. أما الشاعر ادريس علوش، الحائز على جائزة مفدي زكريا المغاربية للشعر ، فيحلم "بأن يطلق المغرب مبادرة "سنة الكتاب المغربي"، مثل المشروع الذي أعلنه في 2008 الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة" سنة الكتاب الجزائري" بحيث يتم خلال هذه السنة نشر أعمال الكتاب المغاربة، وإعادة نشر الروائع الأدبية، وكذا الكتب التاريخية .. ثم جعل المواطن في القرى والمناطق النائية يعيش مع الكتاب مدة سنة كاملة". أما اتحاد كتاب المغرب الرديف غير الحكومي لوزارة الثقافة فلم تسعف حدة الخلافات والمشاكل التي يتخبط فيها رئيسه عبد الحميد عقار من التصريح ل " نيشان" بانتظاراته الذي قد تأتي أولا تأتي من وزير الثقافة الجديد.

انتظارات المسرحيين

ينتظر المسرحيون المغاربة من الوزير، بنسالم ماشي عبد الجبار، أن يسرع بتفعيل "قانون الفنان" الذي رغم أنه صدر في 19 يونيو 2003، فلم يتبع بنصوص تطبيقية تعمل على أجرأته. خصوصا الجانب المتعلق بتنظيم المقاولة الفنية، ووكالة الخدمات الفنية، وإبرام العقود بين الفنان والمقاول الفني.. " إذ في غياب نصوص تطبيقية يبقى الفنان عرضة لجشع مقاولين لا علاقة لهم بالمجال الفني، كما تبقى عقود العمل تبرم بشكل مرتجل لا يراعي، في الغالب حقوق الفنان، وظروف اشتغاله في أجواء سليمة.. يؤكد حسن النفالي رئيس النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، ثم يضيف، أن المسرحيين يتطلعون أن يستكمل الوزير الجديد ورش توزيع بطاقة الفنان على عدد من المسرحيين ممن يستحقونها دون أن يحصلوا عليها. وعن "الدعم المسرحي" الذي كان قد أطلقه الأشعري سنة 1998 يقول النفالي " نتطلع كمسرحيين إلى تطوير هذا المكتسب للي خلاّ المسرح واقف على رجليه، باش يتم الرفع من ميزانيته من 5 إلى 10 مليون درهم. كما نتمنى إعادة إحياء الفرق الجهوية ، راها كانت آلية من آليات ضمان الشغل لعدد من الفنانين في الجهات16 للمملكة.. كما أن هذه الفرق ،يضيف النفالي، ستنشط الجهات ثقافيا، وهي المعول عليها لخلق مراكز مسرحية جهوية تساهم في التكوين في المدارس والاصلاحيات" أما التكوين الأكاديمي في مجال المسرح فيشهد خصاصا مهولا، إذ أن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي لا يخرج أكثر من 20 طالبا في السنة، الشيئ الذي يقصي عددا من الشباب الموهوب من متابعة دراسته في المسرح بعد الباكالوريا، لذلك يتطلع المسرحيون إلى إنشاء معاهد جهوية. كما يتطلع المسرحيون، حسب حسن النفالي، إلى إنشاء فرقة وطنية للمسرح، مثلما هو الأمر لدى جميع الدول. وكذا إلى دعم التأليف المسرحي الذي يعرف بلدنا خصاصا كبيرا فيه.

انتظارات الموسيقيين

أهم الانتظارات التي تشغل الموسيقيين المغاربة، إذا ما تجاوزنا المطالب الاجتماعية التي يشتركون فيها مع المسرحيين، هي إعادة النظر في المعاهد الموسيقية التي تشتغل في غياب أي برامج أو مناهج تدريس، مع غياب التكوين البيداغوجي للأساتذة. كما أن "أغلب أساتذة المعاهد الموسيقية يشتغلون بالساعات الخصوصية، وبأجور زهيدة يتقاضونها بعد 6 أو 7 أشهر، يقول مولاي أحمد العلوي، رئيس النقابة المغربية للمهن الموسيقية. وعن مشروع " المعهد العالي للموسيقى"، يتساءل العلوي، كيف أن الدولة أقدمت على هذا المشروع الأكاديمي الكبير دون التفكير في إعداد الأطر الفنية والتربوية للتدريس فيه. ويلتمس مولاي أحمد العلوي من الوزير بنسالم حميش أن يعمل على تقنين وتحديد المهن الموسيقية وضمان عدم تداخلها ومنع التطاول عليها. كما ينتظر الموسيقيون المغاربة، يقول رئيس النقابة المغربية للمهن الموسيقية، أن تولي وزارة الثقافة اهتماما أكثر لمسألة دعم الأغنية المغربية.

إطار

عندما عين الملك محمد السادس بنسالم حميش وزيرا للثقافة يوم 29 يوليوز المنصرم، كان هذا الأخير قد حزم حقائب سفره ناويا السفر إلى اليونان؛ عند نسابو( زوجته يونانية). ليغير وجهته من أثينا إلى الحسيمة حيث استقبل الملك هذا "الناقد" المكناسي، الذي انتقد بشدة، في الثمانينيات، المفكر محمد عابد الجابري، ومنين حسبوه على اليسار الراديكالي انتقد كارل ماركس في كتابه " في نقد الحاجة إلى ماركس" وربح جائزة " الناقد" عن روايته " مجنون الحكم " التي انتقد فيها، ضمنيا، ميزاجية وتسلط الحسن الثاني عبر شخصية " الحاكم بأمر الله الفاطمي"، وصولا إلى انتقاده، قبل يومين من تعيينه وزيرا للثقافة، سياسة سلفه ثريا جبران قريتيف ، من على أمواج إذاعة ميدي آن. ولكنه عاد في حفل تسليم السلط بينها، إلى التعبيرعن التزامه بمواصلة الورشات الثقافية الجارية، وكذا العمل على تحسيس الفاعلين المعنيين بالشأن الثقافي بأهمية الاستثمار في القطاع الثقافي لأجل تقديم صورة عن المغرب، مغاربياً وعربياً ودولياً، كبلد متعدد الروافد والمكونات الثقافية. الوزير الفيلسوف بعد أقل من شهرعن تنصيبه وزيرا للثقافة ربح جائزة نجيب محفوظ التي يمنحها اتحاد كتاب مصر( 10 آلاف دولار). نتمناو يكون قدام الربح على الوزارة الفقيرة. بعدا على الأقل غادي يعفي الوزارة من أجور المترجمين الذين كانوا يرافقون الوزراء في سفرياتهم.. فهو يتحدث( خمس لسون) الفرنسية واليونانية والانجليزية والألمانية والاسبانية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire