vendredi 16 octobre 2009

الزاوية التجانية



احتضنت الزاوية التجانية الكبرى بحي البليدة بالمدينة القديمة بفاس، أيام 7-8-9 أكتوبر الجاري، الذكرى المئوية الثانية لوفاة الشيخ سيدي أحمد التجاني (توفي سنة 1230هجرية). وقد تميزت هذه الذكرى التي حضرها 285 مُريدا من 29 دولة بكونها "كانت مناسبة للترحم على روح سيدي أحمد التجاني، حيث كان التركيز على الصلوات وتلاوة القرآن، أكثر من أي شيء آخر، بالإضافة إلى أن باقي أشغال هذا المؤتمر، من عروض وندوات وحلقات نقاش؛ تمت في رحاب الزاوية " يؤكد الشيخ محمد الكبير التجاني، الذي عينه الملك محمد السادس، في 27 فبراير المنصرم بمسجد القرويين بفاس، بظهير ملكي.

أزيد من ربع مسلمي العالم تجانيون؟ !
على اثر انتهاء أشغال " الملتقى الدولي للإخوان التجانيين" الذي نُظم في نوفمبر 2006، بقرية عين ماضي الجزائرية، مسقط رأس مؤسس الطريقة التيجانية سيدي أحمد التيجاني، صرح الوزير الأول الجزائري عبد العزيز بلخادم أن عدد التجانيين في العالم يفوق 350 مليونا. أما الدكتور محمد العيد التجاني، شيخ الزاوية التيجانية بتامسينت بالجزائر، فيُصر على أن عدد التجانيين في العالم يصل إلى 500 مليون مريدا! وإذا علمنا أن عدد المسلمين في العالم يقدر بمليار و570 مليون مسلم، حسب إحصاء أجرته مؤخرا مؤسسةPEW لدراسة الدين والحياة في واشنطن، فسنكون أمام (حقيقة) صادمة: أزيد من ربع مسلمي العالم تجانيون ! شاي الله أ الوالي. وخلافا لباقي الطرق الصوفية التي عرفت، في السنوات الأخيرة، توسعا في عدد مريديها، سواء على المستوى الوطني أو الأوروبي و الأمريكي، مثلما هو الحال بالنسبة للطريقة البوتشيشية القادرية، فإن الطريقة التجانية تتميز بعمقها الإفريقي، " فعدد كبيرمن المريدين الذين حضروا مؤخرا بفاس هم من مريدي سيدي أحمد التيجاني بالسنغال وغيرها من دول افريقيا جنوب الصحراء" حسب ما صرح ل"نيشان" الزبير التجاني " مقدم الزاوية الكبرى بفاس". ويقدر عدد أتباع الطريقة التجانية بالسنغال وحدها بحولي 7 ملايين مريد، من أصل 12 مليون نسمة. كما تلعب مسألة الانتماء للتجانية دورا حاسما في ترجيح كفة المرشحين في كل الانتخابات السنغالية. و يعتقد عدد كبير من السنغاليين أن فريضة الحج لا تكتمل إلا بزيارة فاس امتنانا وتبركا بالرجل الذي وطّد قواعد الإسلام في بلدهم. الامتداد جنوبا لم يمنع شيوخ الطريقة التجانية من التبشير بها شمالا، فحسب ما يصرح به مريدوا الطريقة التجانية، فإن ما لا يقل عن عشرة آلاف أمريكي و أمريكية أسلموا على يد الشيخ " حسن سيسي" الذي يعيش متنقلا بين السنغال و ونيويورك، والمتزوج من أمريكيتين بعد أن أدخلهما إلى حضن الإسلام. فما هي عناصر القوة التي مكنت، ولاتزال، هذه الطريقة من التوسع والاستقطاب؟ " مهمة الزاوية التجانية هي لم شمل وتوحيد كلمة المسلمين، وهي فوق الخلافات. منين كيدخلو عندنا الناس من مختلف الاتجاهات السياسية كيتخلاو على الحساسيات ديالهم. ونحن ندعو الله أن يؤيد كل من يقدم خدمة للناس. في زاويتنا تكون اللقاءات مناسبة لحوار الأطراف من مختلف الجهات والدول.. لا يجمع بينهم غير أنهم فقراء الزاوية "، يجيب الشيخ محمد الكبير التجاني. فهل تقتصر قوة هذه الزاوية فقط على خصائص روحية وتنظيمية تمارس سحرا خاصا على مريديها، دون تدخل جهات وعناصر خارجية؟ ثم ألا يدخل هذا في أجندة ما يسميه الأنتروبولوجي عبد الله حمودي بالسياسة الدينية الجديدة للدولة، وأخيرا أليس الأمر مجرد استدراك متأخر من الدولة للانسياق الذي جرتها إليه أحزاب الحركة الوطنية ذات المنحى السلفي، والتي كانت تصنف أغلب الزوايا الطرقية كأداة في يد الاستعمار؟ أم أن تشجيع الطرق الصوفية بعامة، والتجانية بخاصة، ماهو إلا "تسابق بين المغرب والجزائر لتنفيذ السياسة الأمريكية البريطانية القائمة على محاربة الإرهاب و فك الاشتباك مع التيار السلفي" كما يؤكد السوسيولوجي عبد الله الرامي.

بوتفليقة هو شيخ الطريقة !؟
في نوفمبر 2008 نظمت الجزائر ما أسمته " الملتقى الدولي الثاني للطريقة التجانية" بزاوية قْمار دام ثلاثة أيام. وقد فُهمت، هذه المبادرة التي رعاها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا، حينها في المغرب، محاولة من الجزائر للتشويش على التأثير المغربي على عموم التجانيين. وهكذا تخلف الوفد المغربي عن حضور هذه المناسبة، وإن كان التجانيون المغاربة يعتبرون غيابهم مجرد سوء ترتيب من الطرفين" بحيث أن الدعوات تأخرت همّا كيتسناونا نجيو وحنا كنتسناو الدعوات" يؤكد ل" نيشان" الشيخ محمد الكبير التجاني. أما شيخ زاوية تماسينت الجزائرية محمد العيد التجاني فيقول" يبدو لي أن أمورا أخرى خارجة عن نطاق الزاوية هي التي لعبت دورا حاسما في تغييب المغاربة" ثم يضيف، بحال شي حدّ فيه الفزّ " ملتقى قْمار لم يكن أبدا سياسيا، وحتى كلمة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي رعى اللقاء كانت تصب في رؤى فكرية وعقائدية متسامحة وسامية للغاية". التنافس الجزائري المغربي على قيادة الطريقة التجانية لم يعد يقتصر على القيمين على إرث التجاني في كل من المغرب والجزائر،بل تعداه إلى الرسائل المشفرة والصريحة بين نظامين غيرعلى بوسبّة. فقد سبق لرئيس الوزراء الجزائري أن صرح في اختتام " الملتقى الدولي للإخوان التجانيين" في 2006 بأن " جزائرية الطريقة التجانية لا تحتاج الي الاعتراف". أما الملك محمد السادس فيعتبر شيخ الزاوية التجانية، في نص ظهير تعييينه، مجرد نائب للملك" عيّنا ماسكه خديمنا الأرضى السيد محمد الكبير بن احمد التجاني شيخا للطريق التجانية ليرعى نيابة عنا أحوالها ويدبر أمور زواياها ويقوم بتعيين مقدميها بإذن من جنابنا الشريف..."

إطار
كَاليك الرسول كان تجاني !
ولد سيدي أحمد التجاني سنة 1737 ميلادية بقرية "عين ماضي" بالصحراء الشرقية للجزائر. وسمي بالتجاني نسبة إلى قرية تجانة التي تنحدر منها أمه. و رغم أن تجانيي المغرب يؤكدون على أصول شيخهم المغربية، و أن أجداده كانوا يقيمون ب قبيلة عبدة ، فإن الجزائريين لا يقيمون لهذا المقام العابر أي اعتبار. في سن السابعة حفظ سيدي احمد التجاني القرآن، وفي سن العشرين خرج من بلدته بحثا عن العلم والأسرار، فبعد أن درس العلوم الشرعية اتجه إلى التصوف فأخذ عن الطريقة القادرية والناصرية والوزانية والخلوتية والصديقية والطواشية، ثم عاد إلى مدينة الأبيض ثم مدينة تلمسان بالجزائر، حيث عكف على العبادة وتدريس العلم، وبقي على هذه الحال حتى جاءه الرسول ليلقنه أصول الطريقة في قرية أبي سمغون! ويعتقد جميع التجانيين أن شيخهم كان يلتقي الرسول مباشرة، ماشي فالمنام، وعنه أخد طريقته أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي. وفي سنة 1813 انتقل التجاني إلى فاس على عهد السلطان العلوي مولاي سليمان. ورغم ماعرف عن هذا السلطان، الذي كانت له مراسلات مع السلفي محمد عبد الوهاب ، الذي ينتسب إليه الوهابيون، من محاربة للطرقية فقد رحب بالتجاني في فاس وأهداه قصره المعروف "دار لمرايا". ويروي المؤرخ " الضعيف الرباطي" أن المولى سليمان استأذن التجاني في الانتساب إلى الطريقة فاستمهله هذا الأخير لاستشارة صاحب الطريقة الأصلي الذي ليس غير الرسول. وهو ما يؤكده شيخ الطريقة التجانية لنيشان قائلا: " بعد ما تاقت نفس السلطان بأن يدخل في سلك المريدين التجانيين. تريت مولانا الشيخ رضي الله عنه وقتا حتى أخذ الإذن في ذلك من صاحب الطريقة صلى الله عليه وسلم. فاستجاب لرغبة الطالب وبعث له برسالة يبشره فيها بما أعده الله لأهل الطريقة، ويدعوا له بالخير والإعانة على القيام بأعباء المُلك". ثم يضيف الشيخ محمد الكبير التجاني، " ومما زاد مولانا الشيخ رضي الله عنه حبا في الملك مولاي سليمان ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أنه لا يوجد في الدنيا في ذلك الوقت أمير يسوس رعيته بمقتضى الكتاب والسنة أكثر من هذا الإمام الشريف" ورغم هذا التقارب بين الشيخ الصوفي و السلطان الوهابي، فلم تنج الطريقة التجانية من تكفير الوهابيين. فقد سبق " للجنة الدائمة للبحوث والإفتاء" التي كان يرأسها مفتي السعودية الراحل عبد العزيز بن باز، أن اعتبرت " الفرقة التجانية من أشد الفرق كفرا وضلالا ".

1 commentaire:

  1. الرد على الصوفية الفلاسفة=بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي يفتتح بحمده كل رسالة ومقالة ، والصلاة على محمد المصطفى صاحب النبوة والرسالة ، وعلى آله وأصحابـه الهادين من الضلالة.
    أما بعد:
    فقد سألتني أيها الأخ في الدين ، أن أبثّ إليك غاية العلوم وأسرارها ، وغائلة المذاهب وأغوارها ، وأحكي لك ما قاسيته في استخلاص الحق من بين اضطراب الفرق ، مع تباين المسالك والطرق ، وما استجرأت عليه من الارتفاع عن حضيض التقليد ، إلى يفَاعٍ[1] الاستفسار[2] ، وما استفدته أولاً من علم الكلام ، وما اجَتَوْيـُته[3] ثانياً من طرق أهل التعليم القاصرين لَدرك الحق على تقليد الإمام ، وما ازدريته ثالثاً من طرق التفلسف ، وما ارتضيته آخراً من طريقة التصوف ، وما انجلى لي في تضاعيف تفتيشي عن أقاويل الخلق ، من لباب الحق ، وما صرفني عن نشر العلم ببغداد ، مع كثرة الطلبة ، وما دعاني[4] إلى معاودته بنيْسابورَ[5] بعد طول المدة ، فابتدرت لإجابتك إلى مطلبك ، بعد الوقوف على صدق رغبتك ، وقلت مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه ، ومستوثقاً[6] منه ، وملتجئاً إليه:
    اعلموا - أحسن الله ( تعالى ) إرشادكم ، وألاَنَ للحق قيادكم - أن اختلاف الخلق في الأديان والملل ، ثم اختلاف الأئمة في المذاهب ، على كثرة الفرق وتباين الطرق ، بحر عميق غرق فيه الأكثرون ، وما نجا منه إلا الأقلون ، وكل فريق يزعم أنه الناجي ، و (( كلُ حزبٍ بما لدَيهْم فرحون )) (الروم: 32) هو الذي وعدنا بـه سيد المرسلين ، صلوات الله عليه ، وهو الصادق الصدوق[7] حيث قال:
    (( ستفترق أمتي ثلاثاً وسبعين فرقة الناجية منـها واحدة ))[8]
    فقد كان ما وعد أن يكون

    RépondreSupprimer