lundi 26 octobre 2009

ديكتاتور..ولكن فنان


الحسن الثاني: الموسيقي الأول



يحكي الحسن الثاني في كتابه " ذاكرة ملك" أن والده محمد الخامس، عندما لاحظ ميله المبالغ فيه للموسيقى، خيره بين العزف على وتر الحكم أو وتر الفن. يا ملك .. يا فرايجي. ما لم يكن محمد الخامس يعرفه هو أن ولي عهده كان يستعد لضبط إيقاع جوقة سياسية متنافرة الأنغام، داك الشي علاش كان ديما كيوقف وسط " لكَروب" ويشد البندير. عرف الحسن الثاني، الذي كان عازفا لعدة آلات موسيقية أبرزها " الأكرديون"، كيف يوظف الفن والفنانين في سياساته ، فكل مشاريعه ومغامراته وثــّقها شعراء وموسيقيون ومسرحيون. وقد استحق الحسن الثاني بجدارة لقب " راعي الفن والفنانين" فقد رعى ذات يوم الطيب الصديقي فوق عشب الكَولف، حينما جعله يلهث وراءه وهو يقرأ نصا مسرحيا فيما الحسن الثاني يمارس تمارينه الرياضية بهدوء. الحسن الثاني كان أيضا شاعرا، فقد روى مؤنسه "الفقيه بين بين" كيف تفتقت قريحته الشعرية، ذات ليلة، فأنشد قصيدة غزلية تقول: " لها نهدٌ كأنه حُقُّ عاج ٍ / وذراعٌ يستلفتُ النظراتِ " هادي راها بطلة المغرب فحمل الأثقال ؟! عندها دراع ، وبزولة كَدّ الحُكّ !



القدافي: كُلـّـو روايات


ليس هناك من بين رؤساء وملوك الدول العربية من أنتج كتبا بغزارة وتنوع الزعيم الليبي معمر القدافي، فكتابات" الأخ الفاتح" تراوح بين السياسي والاقتصادي والأدبي، كما أنها تحضا، حال صدورها بندوات ومؤتمرات ورسائل دوكتوراه؛ تسلط الضوء عليها (لْهلا يظلّمها على كْتاب). من أهم مؤلفات القدافي في السياسة، كتاب "إسراطين أو الكتاب الأبيض" الذي قدم من خلاله خارطة طريقه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فالكتاب هو عبارة عن استجماع لأطاريح سابقة لمفكرين وسياسيين لإنشاء دولة واحدة لليهود والفلسطينيين، شدها القدافي وسماها " اسراطين" خلوطة بين اسرائيل وفلسطين. من مؤلفات القدافي الأدبية "عشبة الخلعة والشجرة الملعونة" و" ملعونة عائلة يعقوب، مباركة أيتها القافلة" و "القرية..القرية، الأرض..الأرض، وانتحار رائد الفضاء" التي كتب حولها الناقد المغربي "بشير القمري" دراسة بدأها بقوله" إننا نعرف أن الأخ القائد معمر القذافي يمارس الكتابة منذ فترة بعيدة كما يدل على ذلك الكتاب الأخضر" فعلا يا أستاذ القمري فأحسن رواية كتبها الأخ القدافي هي " الكتاب الأخضر" خسارة نوبل متحكمين فيها الصهاينة والإمبرياليين.



صدام حسين: زعيم قليل الأدب.



تنسب للرئيس العراقي الراحل صدام حسين أربع روايات هي " اخرج منها ياملعون" وهي رواية بطلتها"نخوة" العراقية التي تستنهض في قومها النخوة العربية لمواجهة عدو يسعى إلى السيطرة على أرض الماجدات. ورواية " القلعة الحصينة" وتحكي قصة حب بين شابين بعثيين و فتايتن إحداهما كردية والأخرى عربية، وفيها يوضح صدام مواقفه من الشيوعية ومن إيران كما حاول أن يبرر، في هذه الرواية، غزوه للكويت. أما رواية" رجال ومدينة" فهي سيرة ذاتية يتباها فيها صدام ب" نجم سطع في سماء العراق.. وفارس ليس كالفرسان من آل المجيد" ثم رواية " زبيبة والملك". وإذا كان صدام قد أحاط نفسه دائما بجيش من الشعراء والكتاب البحلاسة، فلا أحد ممن بقي منهم اليوم، ينكر أن الرئيس (المخلوع) كان في الحقيقة رجلا قليل الأدب، إذ ظل الكاتب "عزيز السيد" قلم الرئيس السري لفترة طويلة قبل أن يقتله ببرودة روائي محترف، ويلجأ إلى كتاب "كبار". يروي شاعر صدام " رعد بندر" أن كاتب" زبيبة والملك" لم يكن غير الروائي المصري " جمال الغيطاني". وبشحااال؟



ستالين: "سوسيلو" المتوحش.



تعتبر جرائم الديكتاتور السوفياتي، ذي الأصول الجورجية، جوزيف ستالين، في حق شعراء زمانه، استثناء لم يأته ديكتاتور من قبل ولا من بعد. فقد سجن ونكل وقتل المئات من الكتاب والفنانين والشعراء الذين، كان يقودهم جماعات إلى السجون والمشانق. فحتى قبل أن يتسلم مقاليد الحكم، كان ستالين يدبر المكائد ويصك التهم للشعراء، فيرميهم بالخيانة والتقاعس. وقد أعدم ستالين، بدءا من سنة 1921، مجموعة من الشعراء الشباب مثل نيكولا غوميليوف، وبوريس كورنيلوف، و نيكولا كلوييف. وفي هذا المناخ سينتحر الشاعر الكبير ماياكوفسكي يائسا من خنق حريته سنة 1930. ومع سنة1940 سيظهر ستالين عن كره مرضي تجاه المثقفين حيث سيقدم على التوقيع بإعدام آلاف الكتاب والشعراء البولندين الذين رفضوا إخضاع بلدهم للهيمنة السوفيتية. إيوا علاش هاد الكره كامل للشعراء والمثقفين، ياكما شي شاعر دار ليه سلت حوايجك فصغروا؟ المعروف أن جوزيف ستالين قد تعاطى حرفة الشعر، كما تقول العرب، منذ نعومة أظافره، ففي سن 16 كان ستالين ينشر قصائد رومانسية في مجلة "أفريا" الجورجية تحت اسم "سوسيلو" وقد جمعت قصائده ضمن أنطولوجيا للشعر الجورجي، كما كان ستالين في طفولته وشبابه مغني حفلات وأعراس جميل الوجه رقيق الصوت. شي حاجة أخرى الله واعلم.



هتلر: الرسم مؤامرة يهودية



لم تكن مشاركة أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية، إلا ملأ لفراغ خلفه رفض تسجيله في كلية الفنون الجميلة في فيينا. فالشاب الذي رسم عشرات اللوحات المائية لمناظر طبيعية ذات مسحة رومانسية، دون أن يحالفه الحظ لولوج الكلية، سيبرع في رسم مشاهد النار والدم والأشلاء، بل إن أعماله الخالدة، تلك، ستظل استثناء في القسوة والوحشية. يعتقد الكثير من دارسي شخصية هتلر أنه تلقى عددا من أفكار كبار الفلاسفة والمفكرين واستعملها بشكل سلبي، مثلما فعل مع أفكار الفيلسوفين "نيتشه" و" فيخته" ، أما الكاتب الأمريكي تيموتي رايباك صاحب كتاب" مكتبة هتلر الخاصة" فيقول أن أهم الأسباب التي أثرت في شخصية هتلر ودفعته للتطرف العنصري ضد اليهود؛ هي قراءته لكتاب " انحدار العرق النبيل " الذي دعا فيه مؤلفه إلى رفض المهاجرين، وكذا كتاب" فلهنري فورد" صاحب شركة فورد للسيارات المعنون ب " اليهودي الدولي، أكبر مشكلة في العالم". أما عن علاقة هتلر بالمثقفين فقد ظل " الفوهرر" يسميهم "المتطاولون على الثقافة" مثلما أصبح يكره الفن التشكيلي ويعتبره مؤامرة يهودية على الثقافة الآرية " لقد كان هتلر يعاني من عقدة نقص كبيرة حيال مستواه التعليمي المتدني، فهو ترك المدرسة ولما يبلغ 15 عاما، وقد كانت ثقافته ضعيفة.. وقد رُفض في كلية الفنون لكونه كان رساما فاشلا، وحين وصل إلى السلطة صب جام غضبه على الرسامين المجددين، فأحرق لوحاتهم وقتل بعضهم" حسب "تيموني رايباك"



تشرشل: ديمقراطي وأديب ناجح


ذات يوم وقف ونسطون تشرشل، في تأبين أحد السياسيين، وكان القس يقول" هنا يرقد السياسي الكبير والرجل الصادق" فانحنى تشرشل على الشخص الواقف جنبه وعلق" لأول مرة أرى شخصين في قبر واحد" زعما السياسي والصادق. رغم أن تشرشل استطاع ان يكون سياسيا براغماتيا، ومقاتلا ضد الفاشية، وأديبا صادقا في كتاباته. فمن مكر الصدف أنه في الوقت الذي كان تشرشل يوقع على البدء بإنتاج القنبلة الهيدروجينية، عام 1953، أعلن عن فوزه بنوبل للأدب.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire