lundi 26 octobre 2009

هذه راها كـْبر من جمعية


بحلول شهر يونيو2009 تكون الجمعية المغربية لحقوق الانسان قد أطفأت شمعتها الثلاثين، على برنامج للاحتفال تصح تسميته ب: " سنوات للنضال وأيام للاحتفال" فنشطاء الجمعية الذين طالما انخرطوا في النظال من أجل حماية حقوق الانسان، والنهوض بها؛ يحق لهم اليوم أن يميلوا ويرقصوا على نغمات الموسيقى، وينتشوا بتصفيقات نخب سياسية ونقابية طالما أوكلت للجمعية المغربية لحقوق الانسان مهمة النظال بالإنابة ! فمنذ حوالي ثلاثين سنة فتحت الجمعية أبوابها وجندت مناضليها لاستقبال شكايات مواطنين قادمين من مناطق نائية، خـُرقت حقوقهم؛ أو تعرضوا لاشكال من التعسف والاعتداء" فلقد شهدت، ذات يوم، قدوم أحد المواطنين من ناحية ورززات، إلى الجمعية ليشتكي بالقايد الذي انتزع أشجاره" يتذكر الصحفي خالد الجامعي الذي يعتبر أحد المقربين من الجمعية " فالذي يميزنا عن عدد من الجمعيات غير الحكومية ، تضيف خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية، هو مبدأ العمل الجماعي الذي نعتمده . فلانتزاع حق من الحقوق المهضومة نلجأ دائما للعمل الميداني إلى جانب الضحايا أنفسهم".



مسيرة رمادية


قبل ثلاثين سنة ( 24 يونيو1979 ) لم تكن الجمعية المغربية لحقوق الانسان؛ أكثر من تجمع لنخبة سياسية من المناضلين اليساريين، القريبين من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تحلّقوا حول فكرة الدفاع عن حقوق السجناء السياسيين" لقد كانت فترة عصيبة. فأغلب مناضلي الاتحاد الاشتراكي كانو في السجن، يتذكر المحامي عبد الرحمن بنعمرو، أحد مؤسسي الجمعية المغربية لحقوق الانسان. ولتحظير المؤتمر الأول للجمعية، يضيف بنعمرو، كنا مضطرين للاجتماع بكَراج تحت أرضي لإحدى الفيلات بالرباط". وإلى حدود سنة 1983 ظلت الجمعية التي كان يرأسها سفير المغرب الحالي في بيروت "علي أومليل"، تقتصر على تنظيم تظاهرات للتضامن مع السجناء السياسيين. وشيئا فشيئا أخدت تثير اهتمام الطلبة " لقد كنت واحدة من العديد من الطالبات و الطلبة الذين انخرطوا في الجمعية المغربية لحقوق الانسان بداية من 1979-1980، ومن ضمنهم من أصبحن الآن مسؤولات عن عدد من الجمعيات النسائية. تقول سميرة الكيناني عضو المكتب المركزي للجمعية. فلقد كانت "ج.م.ح إ" بالنسبة لي المدرسة الأولى التي تعلمت فيها ما سوف يساعدني، لاحقا، للاشتغال وسط الحركة النقابية: القلب سخون والراس بارد"


في موسمي 1982-1983 سوف تمنع الجمعية من تنظيم مؤتمرها وسط جو سياسي مشحون ومتوتر، كان من ابرز عناوينه التصدع و الانشقاق الذي سيعرفه حزب الاتحاد الاشتراكي بداية من سنة 1981، حيث ستنتقل الخلافات الحزبية إلى الجمعية المغربية لحقوق الانسان؛ بين "التيار الراديكالي" بقيادة عبد الرحمان بنعمرو، و"التيار المعتدل" بزعامة عبد الرحيم بوعبيد، وهكذا ستشهد الجمعية انشقاقا مماثلا لما وقع في الاتحاد الاشتراكي، فحينما سيغادر عدد من الأعضاء الجمعية، ممن سيؤسسون في ديسمبر 1988 المنظمة المغربية لحقوق الانسان، سيغادرها آخرون في اتجاه السجن، إثر المواجهات التي تمت بين الإخوة الأعداء في الاتحاد الاشتراكي في 8 مارس 1983، إذ سيتم اعتقال عبد الرحمان بنعمرو وثلاثة من أعضاء من المكتب المركزي لحقوق الانسان . وبعد خروجه من السجن سنة 1986، سوف يعود عبد الرحمان بنعمر رفقة أستاذ الرياضيات محمد الحيحي والمهندس الفلاحي الماركسي عبد الحميد أمين وآخرين، إلى ضخ الحياة في الجمعية، حيث سيِِِؤسسون لجنة تحضيرية في1987 أوكلت إليها مهمة التحضير للمؤتمر الثاني الذي سينعقد في 11 مارس 1989، بمقر اتحاد كتاب المغرب، وبحضور 56 شخصا فقط، حيث سيفرز مكتبا مركزيا يرأسه محمد الحيحي، وينوب عنه عبد الرحمان بنعمرو، فيما أسندت مهمت الكاتب العام لعبد الحميد أمين. وهكذا ستشق الجمعية طريقها المتميز وأسلوبها الفارق داخل المشهد الحقوقي المغربي والعربي." فبفضل مناضلين من طراز السي محمد الحيحي والسي عبد الرحمان بنعمرو عرفت الجمعية انبعاثها وتجاوزت الضغط الذي مورس عليها" يقول عبد الحميد أمين نائب رئيسة الجمعية حاليا.



الجمعية والدولة آش بيناتهم؟


رغم ما يربط الجمعية المغربية لحقوق الانسان من شراكات مع مؤسسات الدولة، من قبيل الاتفاقية مع وزارة التربية الوطنية المتعلقة بالتربية على حقوق الإنسان؛ والتي تمكّن الدولة بمقتضاها الجمعية من ولوج المؤسسات التعليمية، وإنشاء أندية حقوقية بها، فما يزال الحذر هو السمة البارزة لهذه العلاقة، حيث مازال كرسي الجمعية داخل المجلس الاستشاري لحقوق الانسان فارغا، منذ " عرض كَديرة" يتذكر عبد الحميد أمين أنه " في ماي 1990، جا عندنا مستشار الحسن الثاني، رضا اكَديرة وطلب منّا باش ندخلو للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان، ودار علينا ضغط كبير، ومنين رفضنا قال لنا كَديرة بالفرنسية " تصرفو كأنكم غير موجودين" فرغم مشاركة رئيسة الجمعية خديجة الرياضي في مشروع الأرضية المواطنة الذي جاء به المجلس الاستشاري في 2007، أو حضورعبد الحميد أمين في الخطاب الملكي بمناسبة انتهاء هيئة الانصاف والمصالحة في 2005، فلا شيئ من هذا يحميهما من الضرب والتجرجير قدام البرلمان.


هذه راها كـْبر من جمعية


في أكتوبر 2000 بعثت الجمعية المغربية لحقوق الانسان رسالة مفتوحة إلى وزير العدل تطالب فيها بمساءلة " المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان" وأرفقتها بلائحة بأسماء14 من كبار مسؤولي الدولة على رأسهم ادريس البصري، وبعد أسبوعين زادت عليها جوج سميات خرين وصيفطتها للبرلمان، وكملتها منين نظمت وقفة حدا البرلمان، لم يتساهل معها مصطفى الساهل، للي كان وزير الداخلية، وناض عصا فمناضلي الجمعية بيناتهم عبد الرحمان بنعمرو، ومن بعد شدّو منهم 36، بتهمة التجمهر غير المرخص له، وقدمهوم للمحاكمة اللي ضرباتهوم بربع شهور فالابتدائي، وفالاستناف برأتهم، وهو الحكم الذي اعتبرته الجمعية بمثابة قانون وبناء عليه ولّات خديجة الرياضي وصحابها كينظمو الوقفات الاحتجاجية فين ووقت مّا رشق ليهم. مرّة يضربوهم ومرة يزكَلوهم. مثل هذه المطالب وغيرها جعلت خصوم الجمعية يعتبرونها حزبا سياسا مخبي فجمعية، كما أن هناك من يعتبرها نقابة ماشي جمعية حقوقية، اعتبارا للاهتمام المتزايد للجمعية بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية، يعلق عبد الحميد أمين "الحركة الحقوقية العالمية أصبحت الآن تهتم كثيرا بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. حنا نهار بدينا نديرو واجبنا بداو شي وحدين كينتاقدونا ويقولو بأننا كنديرو شغل النقابات. إوا والفئات للي خارج النقابة.. للي معندهوم شغل شكون يدافع على حقهم فالسكن والصحة والتعليم والعيش الكريم؟ " هذا الاهتمام المتزايد بالحقوق الجماعية ديال المواطنين كاين للي شافو على حساب الحقوق الفردية بحال " حرية المعتقد" و" الحرية الجنسية" أما عبد الحميد أمين فيرى أن "الجمعية كانت سباقة قبل غيرها من الجمعيات الحقوقية بالمغرب للمطالبة بحقوق المثليين. وقد وقعنا إلى جانب منظمة "هيومان رايت واتش" الأمريكية عريضة للدفاع عن حقوق المثليين والمطالبة بتعديل القانون المغربي الذي يجرم الممارسة الجنسية المثلية. وفيما يتعلق بحرية العقيدة، يضيف عبد الحميد أمين، حنا الجمعية الحقوقية الوحيدة فالمغرب للي كتطالب بالمساواة فالإرث، كما أننا رفضنا تأسيس مجلس الفتوى لأن غادي يولي عندنا تعدد فالمنظومة القانونية، كما أننا خدينا موقف من قانون إهانة علم ورموز المملكة، كما أن الجمعية تطالب بالعلمانية " الجمعية المغربية الآن عندها 10 آلاف منخرط و 90 فرع موزعة على كل جهات المملكة و300 نادي لحقوق الانسان بالمؤسسات التعليمية. إيوا هاذي راها جمعية وشويا.



إطار


عبد الحميد أمين: حكيم الأقزام


رغم قصر قامته محاينو كـْبار، فالرجل للي قفل فشهر يونيو 65 عام مازال لا يضاهيه أحد من شباب الجمعية في الحركة والحضور، فبالإضافة إلى مسؤوليته كنائب لرئيسة الجمعية المغربية لحقوق الانسان، فإن المهندس الفلاحي الذي حلف، فصغرو، فالقرآن باش مايخونش حزب الاستقلال، وشاف محمد الخامس فالقمر، وانخرط فالحزب الشيوعي المغربي عام 1966، وأسس منظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية في 1970، ماكيتقاضاش، كما علق لّ "نيشان" أحد شباب الجمعية، إذ أن أمين من بعد ما خرج تقاعد أسس نقابة ديال المتقاعدين وجمع معاه حتى لعساكرية والبوليس. في ماي 1968 كان الشاب عبد الحميد أمين يهم بالسفر إلى فرنسا للمشاركة في انتفاضة الطلاب، إلا ان الدولة قرقبات عليه ودّاتو "أبلي"، ورغم صرامة النظام العسكري القائم على الطاعة والامتثال فإن عبد الحميد أمين بدا كيأطر فالعسكر، ومنين كانو كيبغيو يديرو تحية العلم كيقولو" الله .الوطن. الوالد" بدلا من " الله. الوطن. الملك" آش باغي هاد السيد؟ يوسف الريسوني رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط قال ل " نيشان" في " تقرقيب الناب" العدد 185 " عبد الحميد أمين مناضل كبير. كون كان فالنيبال كون ولّى هو رئيس الجمهورية " ياكما كيقلب عليها فالمغرب؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire