lundi 26 octobre 2009

صداع الناب ما يليق ليه غير الكُلاّب مول الضروس في خطر


صداع الناب ما يليق ليه غير الكُلاّب


مول الضروس في خطر



" السلام عليكم.. حنا معروفين ضوعفا أمة رسول الله .. غادي نتكلمو على الضريسة.. كنكَلعوها بلا بنج.. بركة ديال القرآن تشدها فيديك والله ما تسمع كلمة أح.. وخّا يكون الجذر غابر فاللحم..." عن ظهر قلب يعرض" الشريف محمد يحي"محفوظته؛ متحدثا عن البركة التي ورثها عن أجداده، والتي أصبح بفضلها مزار عدد من مرضى الفم والأسنان، من مختلف ربوع المملكة، بل " هاد البركة مشينا بها حتى للجزائر" يضيف، وهو يلوح بعُدَّته المكونة من كلاّب وضرس مكَلوع، وبين الفينة والفينة يُدرّح كلامه بالحلف بأغلظ الأيمان. "الحلف غي ولف"، يعلق أحد الركاب ساخرا. يخرج "الشريف" خنيشات بلاستيكية محشوة بمعجون أسود، ثم يكمل" يلا عندك لوليدات يخافو من الكٌلاّب عندنا بركة ديال العُشوب كتزكَيّ لحريق.. مزيانة لمول الحملة.. مول النسمة.. مول الماشية !... خنيشة بثلاثة دراهم جوج بخمسة دراهم. ثمنها قليل وأجرها كثير..." عندما تستفسر نيشان أحد موظفي المحطة الطرقية بالعرائش عن هذا " الشريف" يجيب " كان كيبيع الكاوكاو، ومنين شاف القضية عيانة قلبها ضروس". على العكس تماما من " شريف العرائش" قلبها " دونتيست" جامع لفنا "ابراهيم لفتيلة" تصاور، فأصبح يقلع الدراهم من جيوب " النصارى" الذين يجدون في أخد صور مع أطقمه وأسنانه المبعثرة على طاولة أمرا طريفا. ابراهيم، ورغم أنه خْطا عليه ضروس عباد الله، فما يزال محافظا على قوافي لحلايقية" صداع الناب ما يليق ليه غير الكُلاّب.. حريق الرّيوس من السوس للّي فالضروس..."



سال مجرب.. لا تسال طبيب


لا يكاد يخلو سوق أسبوعي من كَيطون لقيلع الضروس. غالبية " صناع الأسنان" الذين يدقون أوتادهم في أسواق البوادي؛ هم في الأصل أصحاب محلات تُخصص عادة للحجامة ومعالجة التونية وختن الأطفال...وإذا كانت هذه التخصصات قد أصبحت تنفلت، شيئا فشيئا، من قبضة " الطب الشعبي" فإن " صناعة الأسنان" ما تزال حرفة نشطة يتعاطاها ممارسون ينتظمون في" غرفة الصناعة التقليدية" بدلا من الانتساب لوزارة الصحة ! وحسب إحصائيات للفدرالية و الهيئة الوطنيتين لأطباء الأسنان فإن عدد "الممارسين غير الشرعيين لطب الأسنان" يفوق 10.000 ممارس، فيما لا يتعدى أطباء الأسنان 4000 طبيب. فما الذي يجعل مول الضروس، للي عندو الصنعة فالراس ماشي فالكراس، ما يزال عنصرا نشيطا في الفسيفساء الاجتماعي بالمغرب؟ " المشكل اجتماعي بالدرجة الأولى. واش يقدر المواطن اللي كيربح 900 أو 1000 درهم فالشهر على زيارة طبيب أسنان؟ ثم واش يقدر طبيب الأسنان يفتح العيادة ديالو بالبوادي والمناطق النائية؟" يتساءل محمد السفياني مدير المدرسة العليا للطاقميين. أما علي الأشوري رئيس "جمعية صناع الأسنان بتمارة" فيجد أن تفضيل المواطنين لصانع الأسنان على الطبيب " كيرجع لكون موالين السنان عندهوم تاريخ وتجربة منذ الأربعينات. ثم يضيف، أنا من 1972 وأنا كنمارس هاد المهنة، وتدربو على يدي عدد من خريجي كلية طب الأسنان بالرباط، ومنهم ولد خالتي للي قرا فروسيا" تبارك الله.



طاحت الضرسة علقو الحجام !


في ماي 2009 استضاف أحد برامج القناة الأولى علي الأشوري رئيس "جمعية صناع الأسنان بتمارة" الرجل فرح براسو وبناسو من " صناع الأسنان" فما كان من هيئة أطباء الأسنان إلا أن نوضت القيامة وراسلت الهاكا حول ما اعتبرته" مغالطة الرأي العام في البرنامج المذكور" و طالبت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ب"التدخل لدى القناة الأولى لتوضيح الحقيقة وتقديم برنامج آخر مدروس يُعرف بحقيقة مهنة طب الأسنان وبشروط ممارستها العلمية والقانونية، ليعيد الاعتبار الحقيقي لها ولأطباء الأسنان الذين هم من خيرة الأطر العليا في البلاد" هيهاي. فالقناة الأولى، حسب بيان الهيأة، باستضافتها لرئيس جمعية صناع الأسنان تكون قد ساهمت في "الخرق السافر للقانون المنظم لمهنة طب الأسنان وخاصة ظهير 1960 الذي يشترط توفر الممارس لهذه المهنة على الدكتوراه". أطباء الأسنان ناويين يقطعو لبزق لصناع الأسنان بالمرة، "لقد قمنا في شتنبر 2008 بإرسال شكايات إلى وكيل الملك بابتدائية الدار البيضاء ضد ممارسين غير شرعيين نطالبه فيها بفتح تحقيق بواسطة الشرطة القضائية ومتابعة المعنيين وفقا للقانون" يقول الدكتور الزبير بصيري الكاتب العام للمجلس الجهوي للجنوب لهيئة أطباء الأسنان. الشيء نفسه حصل في العرائش عندما " ضبطت" الهيئة صانع أسنان مخدم دكتورة معاه !"لقد اختار هذا الصانع التحايل على القانون ليغطي على ممارسته غير الشرعية، حيث لجأ إلى مسطرة "المساكنة"(جوج من نفس المهنة يفتحو محل واحد)، واستغل وضعية إحدى خريجات كلية طب الأسنان باش ياكل الشوك بفمها" يؤكد الدكتور رشيد فارس عضو المجلس الجهوي للشمال لهيئة أطباء الأسنان". ولكن ماشي راه لكَنازة كبيرة ...؟ لاّ يقول أطباء الأسنان، فهؤلاء الصناع يتسببون في أمراض قاتلة ! " لقد قمنا بدراسة ميدانية في أكادير، يقول الدكتور مراد الكماني كاتب عام نقابة أطباء الأسنان بسوس، بينت لنا أن هاد المشعوذين كيستقبلو على الأقل 20 مريض في اليوم.. أخذنا عينة من 30 مشعوذ؛ كل واحد منهم كيباشر 20 مريض دون تعقيم الأدوات، ثم يضيف، فإذا افترضنا أن فقط مريض واحدا من أصل 20 مريض انتقل ليه مرض معد آش غادي يكون..؟ فكيف إذا علمنا أن عدد هؤلاء المشعوذين يناهز العشرة ألاف ممارس " نفس الشيئ يؤكده الدكتور الحسين الطالبي الذي أنجز بحثا ميدانيا في تارودانت بخصوص المضاعفات المترتبة عن زيارة صناع الأسنان" في تارودانت هناك 11 طبيب مقابل 52 مشعوذ للي كيتسبو لعباد الله فتعفنات ومضاعفات . تقدر حالات النزيف فيها ب 10 %، فضلا عن الأمراض التعفنية الأخرى والتي تظهر أعراضها مع مرور الوقت كالسيدا و التهاب الكبد الفيروسي، وذلك بفعل عدم ايلاء هؤلاء الصناع أية أهمية للتعقيم الأدوات، حيث وقفنا على أن بعضهم يكتفي باستعمال الماء أو جافيل لغسل الكُلاب وباقي الأدوات"



شي حاكَر شي


يعتبر الدكتور رشيد فارس أن" طب الأسنان محكور فالمغرب، هو والطب النفسي، بحيث أنه بسهولة كيجي واحد بحال مكي الصخيرات ينافس الأطباء النفسانيين. نفس الشيء بالنسبة لطب الآسنان كيمكن لأي واحد يشري مُعدات وأدوات طبيب الأسنان ويستصدر رخصة من البلدية ويخدم بحال واحد للي قاري سبع سنين فكلية الطب"؛ ثم يضيف الدكتور فارس" يجب إعادة الاعتبار للأسنان كأعضاء كاملة العضوية. إعادة الاعتبار للأسنان كأعضاء كاملة العضوية، بتعبير الدكتور فارس، مشات فيه بعيد الفدرالية العالمية لطب الأسنان حين نادت رئيستها البلجيكية" ميشيل أردين" بالنضال من اجل اعتبار فاقدي الأسنان معاقين، وهي الدعوة التي لقيت هوى في نفس البروفسور سعاد المسفر عضو الفدرالية الدولية لطب الأسنان، التي دعت، خلال المؤتمر العالمي الأول للوقاية من أمراض الفم والأسنان الذي انعقد في ابريل المنصرم بمراكش، إلى اعتبار مهدومين لفوّام معاقين! غدّا القورع تاني يكَولو خصهم لكَريمات.



إطار


الاستثناء المغربي

في نوفمبر 2007 قضت محكمة بلد الوليد الإسبانية بإدانة "طولا ديل باريو" التي انتحلت صفة طبيبة أسنان، بعشرين سنة سجنا وغرامة قدرها 60 ألف أورو ! إيوا هادي راها اسبانيا. المقارنة خص تكون مع للي بحالنا " بالمقارنة مع دولة بحال تونس، عندها من الخصوصيات المشتركة معنا ما يجعلها نموذجا معقولا للمقارنة، فإن الممارسة غير المشروعة لطب الأسنان أصبحت هادي شحال، تراثا غير مأسوف عليه. نفس الشيء بالنسبة للجزائر التي تعتبر الممارسة غير الشرعية فيها مجرد انفلات قد يقدم عليه أحد الأفراد هنا أو هناك" تقول ليلى خلادي الحاصلة على الدكتوراه في طب الأسنان من جامعة الجزئر. " المغرب بدوره "يضرب بقوة على يد كل من يقدم على انتحال تخصص غير طب الأسنان بحال للي وقع مع الطبيب المزيف للي شدوه كينتحل صفة طبيب القلب والشرايين فالرباط . السنان لاش ! " يقول رشيد فارس.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire